إن كان بوسعك أن تخترق الآن في لحظة فكر نادرة أن تقلع عن أرض الحاضر مجتازا نفق الأزمان أن تخلع ثوب الحدثان فستدرك كم يبدو صفرا عمر الانسان أن كان بوسعك أن تمتطي جناح الجان أن تسبح خارج كوكبنا تجتاز فضاء مجرتنا وتحلق بين الأكوان فستدرك كم يبدو صفرا حجم الإنسان أيامي ماكانت يوما بيضاء الصفحة ميمونة وسفينة عمري مثقلة بخطايا نفس مفتونة دفعتها ريح عاتية لبحار ليست مأمونة لكني منذ أفقت على طعنات الغدر المأفونة ورأيت على خد سمائي ومض الأهوال المجنونة وسمعت مع الليل أنينا تبعثه الأرض المطعونة فإذا بي كضرير شقت طعنات الغدار عيونه وعرفت طريقي ساعتها وطويت على الأمس جفونه فمدت بفضلك يارباه أيادي بيضاء حنونة وزرعت بقلبي إيمانا كالنور ورويت غصونه فهجرت الصحب وسامرهم ونأيت بقلبي لأصونه وفطمت عن الكأس شفاهي ودفنت مع الليل مجونه وأقمت بصدري محرابا شيدت مع الدمع حصونه من لي بحروف أخرى تخترق الجدران لم يسمعها قبلي إنس أو ينطقها بعدي جان لم تتغن بها ألسنة أو تتذوقها شفتان تهب اللحظة كالنسمة ريا للظمآن لما أدعوه وأتضرع في جنبات الليل الكفان ويمر نهار اليوم ثقيل الخطو ويمضي اليومان فيلبي وبأكرم ماتحتمل العينان فأحس كمن يغتسل بزخات المطر من الأدران أو كالطائر فوق بحار السحب وإن عز الطيران لو أن الدنيا ساعتها قد أرخت لي ألف عنان ماصرفتني عن أحلى لحظات الصدق مع الرحمن ماخدعتني عن جوهرة تسكن أعملق الإنسان لكني أحمل قلبا في حجم الانسان ماأكثر ماأخفي دمعا يغلبني مثل الصبيان ماأتعس أن يغدو دمعي ذنبا تخفيه الأجفان كلنا جدعان 19/12/2009